الثلاثاء

تداعيات الانفصال على الاقتصاد

علن محافظ بنك السودان السابق ان انفصال الجنوب سيرمي بظلال خطيرة على الاقتصاد السوداني، واكد حاجة البلاد لدعم المجتمع الدولي، قاطعا بأن جهود الحكومة وحدها لا تكفي، في وقت دفع الاتحاد الاوروبي وبرلمانه بجملة من الاسئلة حول مدى استعداد الحكومة لمرحلة مابعد اعلان دولة الجنوب ومايترتب عليها من اتفاقيات مشتركة . 
واكد رئيس المجلس الوطني احمد ابراهيم الطاهر، لدى مخاطبته ورشة برلمانية حول استدامة السلام والتنمية بالبلاد بعد الانفصال امس، ان الباب مفتوح لكل انواع المستثمرين للتعرف على امكانات البلاد في كافة المجالات ،وشدد على اهمية استقرار السودان باعتباره ضماناً لاستقرار افريقيا ،واكد الحرص على علاقات جيدة مع الجنوب وقال ان الجنوب يحتاج للمجتمع الدولي لمساعدته في اقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة. 

وفي السياق ذاته، رأى محافظ بنك السودان السابق صابر محمد الحسن تركز النمو بالبلاد في منطقة محدودة دون ان ينسحب على كافة البلاد، وقال ان الاقتصاد يعاني من «المرض الهولندي « اذ يعتمد على البترول مع اهمال الموارد الاقتصادية الاخرى خاصة الزراعة ،واعترف صابر بتأثر الاقتصاد بالازمة المالية العالمية وقال انها تركت جرحاً كبيراً في جسد الاقتصاد «كما انه لايزال ماثلاً»،وحذر من ان الانفصال سيمثل صدمة داخلية للاقتصاد وانخفاضاً مفاجئاً في عائدات البلاد من العملة الصعبة، قال انها تشبه الصدمة التي نتجت عن الازمة العالمية مع الفرق الواضح باعتبار ان الاولى مؤقتة والثانية مستدامة ،واوضح ان الانفصال سيؤثر على الناتج القومي وفقا للدراسات التي اجريت بنسبة 20% بسبب خروج النفط واقتصاد الجنوب غير النفطي ، وذكر ان الشريكين يعكفان الان على التفاوض لضمان هبوط سلس للاقتصاد الشمالي بعد الانفصال الذي عده مهماً للطرفين، ولفت الى ان جهود الحكومة وحدها لن تكون كافية «وسنحتاج لدعم من المجتمع الدولي»، 
وكشف صابر ان السودان يمثل الاكثر ديونا من بين دول القارة بسبب رفض المؤسسات العالمية رفع العبء عنه، ووصف مؤشرات الديون الخارجية بالسيئة للغاية. 
من جانبه، قال وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان، ان هناك ضغطاً يمارس علي السودان لاكمال حل القضايا العالقة وترتيبات مابعد الاستفتاء قبل التاسع من يوليو، ورأى ان ذلك « ليس منطقياً» مشيراً الى انها قضايا معقدة وتحتاج لوقت طويل، وقال نتفق ان هناك اشكالات ولابد ان تحل «لكن لغة التهديد و الضغط لانجازها امر غير عادل». 
وفي السياق ذاته، اكد الوفد النمساوي المشارك في الورشة رغبة الاتحاد الاوروبي في خلق شبكة معلومات وثقة متبادلة مع السودان ، وطالب بأن يكون الانفصال سلسا باعتبار ان عدم الاستقرار بالسودان سيرمي بظلال سالبة على القارة والغرب نفسه، وشدد الوفد على ضرورة السعي لمنع وقوع اية كارثة يمكن ان تحدث بالسودان مرة اخرى، مؤكدا على ضرورة استيعاب الشرق والغرب وتلبية احتياجاته واحتوائه في الدولة الشمالية الجديدة للحد من اية بوادر انفصال يمكن ان تنشأ مستقبلا، وقطع بأن تحسن الاقتصاد مرهون بالسلام، ودفع وزير الدفاع الاسبق بالنمسا فاسلن بن بجملة من الاسئلة شدد على ضرورة ان تجد لها الحكومة الاجابات خلال الثلاثة اسابيع المقبلة، وهي متعلقة بالترتيبات الخاصة بتقسيم المياه والبترول والحدود وحقوق الرعي والجنوبيين بالشمال والعكس.