الاثنين

غياب البيوت الشرعية..



فصل مساكن الرجال عن النساء شريعة اسلامية، وسنة سنها الاسلام، وبالتالي فإن فصل مساكن الرجال عن النساء هو عرف جرى في البيوت السودانية، بالاضافة الى انه من الضروري ان تكون هنالك اماكن وغرف تخص الاطفال او الابناء، بعيداً عن والديهم لكي لا يشعر الطفل بمجريات الحياة الطبيعية بين والديه، لان ذلك يمثل خطراً علي الاطفال وبخاصة في مرحلة المراهقة، تلك المرحلة الحساسة التي يحب فيها الطفل اكتشاف كل ماحوله، بغض النظر عن الاثار النفسية السالبة التي يتركها الحدث.. "السوداني" أجرت استطلاعاً وسط الاباء والامهات وعلماء النفس حول غياب السكن الشرعي للاسرة، فماذا قال اولياء الامور؟؟..وماهو رأي علم النفس...؟؟


غياب الشرعية: 
(لاتوجد بيوت شرعية تفصل الابوين عن الاطفال في وجود الشقق والفلل)... هكذا ابتدر الاستاذ محجوب حسين حديثه للسوداني واضاف: (عرفت البيوت السودانية "بالحيشان"  الكبيرة وفصل الرجال عن النساء والابناء عن الوالدين حتى لا يتجسس الابناء على والديهم، وعن ماذا يدور داخل غرفهم لان هذا يقود الى انحرافهم، مضيفاً ان السكن الشرعي لم يكن كما كان عليه في السابق، بحيث اصبح الابناء يسمعون همسة الوالد اذا همس داخل غرفته..!!



مساحات ضيقة:
بشير محمد عمر قال: نشأنا في بيوت سودانية كاملة الدسم بمعنى لانعرف كيف ومتي ينام احد والدينا ولكن اليوم بعد ظهور السكن في الشقق وفي البيوت ذات المساحة الضيقة اصبحت لا خصوصية لاحد سواء كان للاباء او الابناء .

خطر ومهدد:
الاستاذة عفاف سيد أحمد قالت ان هنالك خطراً يهدد الاسر السودانية اذا لم ينتبه احد الوالدين الى ابنائهم فللابناء خصوصية، وكذلك للوالدين، فعلي الوالدين الانتباه جيداً الي ابنائهم خصوصاً إن كانت اعمارهم حساسة، وهنالك عمر محدد للطفل يحب فيه تقليد احد والديه، واكتشاف ماحوله هذا فضلاً عن الاثار الجانبية "النفسية" التي تحدث للابناء، أما اخلاص حسن الشيخ فقالت انه لا توجد بيوت شرعية بعد ان اصبحت الشقق مساكن لمعظم الناس، وهنا تختفي الخصوصية للابناء وللوالدين، واضافت ان هنالك اطفالا يتجسسون على والديهم بغرض حب الاستطلاع، او بغرض تقليدهم وهذا خطر يهدد حياتهم المستقبلية.

رأي علم النفس:
الدكتور نصرالدين احمد رئيس قسم علم النفس بجامعة افريقيا العالمية تحدث الي "السوداني" قائلاً :(سكن الابناء ومكان وجودهم أو توزيعهم في الغرف جزئية يهتم بها علم النفس وبقضية الاسرة بشكل عام من بداية تكوينها الى كافة مراحلها المختلفة، ويركز على العناصر المكونة لها حيث يفرد اهتماماً خاصاً يناسب كل عنصر سواء كان ذلك الابوين او الابناء او الاجداد او غير ذلك، واضاف قائلاً ان علم النفس يعطي مسألة العلاقات بين افراد الاسرة وتفاعلهم مع بعضهم البعض حيزاً كبيراً واشار الى ان مسألة التنظيم الداخلي لأفراد الاسرة من حيث مكان النوم واللعب وتناول الوجبات وغيرها من الاماكن "الوظيفية" التى يركز عليها علم النفس ايضاً، واضاف: (كل ماكان التنظيم الداخلي للمنزل جيداً كلما اخرج لنا ابناء جيدين وجو اسري نقي وتنشئة اجتماعية "فعاٌلة"، وبالتالي فإن هذا التنظيم يراعي بعض الجوانب مثل "النوع" الذكور والاناث من حيث الخصوصية، حيث يتناسب ذلك مع العمر فكلما تقدم العمر توسعت مسألة الفصل بين الابناء والنبي "ص" يحضنا على ان نفصل بينهم في المضاجع، وذكر د. نصرالدين في حديثه قائلاً: من المهم ايجاد قيم معنوية تنظيمية داخل الاسرة بحيث يعرف كل فرد دوره وحدوده حتي لا يتجاوزه، واضاف مثلاً ان يفهم الابناء كيفية الدخول على غرف الآباء والاولاد دخولهم الى غرف البنات والعكس من حيث الاستئذان والانتباه وتلك مسأله تقديرية حسب طبيعة المنزل بغض النظر عن المستوى الاقتصادي والاجتماعي سواء كانت الاسرة فقيرة او غنية  , كما ان القراَن يدعونا الى ادب الاستئذان مع مراعاة المواقيت اللازمة الى ذلك دون تأثيرها على التواصل الاجتماعي والاهتمام بالعلاقات الاجتماعية بين الاسر.

 السودانى