الخميس

إنعقاد ورشة صناعة الألواح الخشبية الأسمنتية

موقع السودان الجغرافي في قلب القارة الأفريقية جعله يتمتع بالتنوع المناخي الذي ساهم بدوره في تنوع اشجاره التي تختلف من منطقة إلي أخري حسب المناخ و الظروف الإنمائية والنشاطات السكانية والعوامل الاجتماعية ومعظم هذه الأشجار مؤهلة لأن تكون مادة خام تقوم عليها صناعة
الأخشاب ، كما أن السودان بطبيعته الزراعية تتوفر فيه كميات كبيرة من المخلفات الزراعية والأعشاب والشجيرات قليلة القيمة الاقتصادية وذات الاستعمالات المحدودة مما يجعل منها رصيد حقيقي للصناعة الخشبية.

الهيئة السودانية للمواصفات في إطار جهودها لنشر ثقافة التقييس وحماية الإنسان في صحته وماله وترقية الاقتصاد والصناعة نظمت بالأمس ورشة صناعة الألواح الخشبية الأسمنتية ناقش خلالها المشاركين في الورشة عددا من أوراق العمل الرئيسيةمنها ورقة الألواح الخشبية الأسمنتية والتي قدمها د. عبد العظيم يسن عبد القادر موضحا فيها أنواع الصناعات الخشبية المباشرة وصناعة الأخشاب والألواح المؤلفة مشيرا إلي أن الصناعات الخشبية تختلف من حيث تقنيات التصنيع والاحتياجات المختلفة لكل صناعة ونوع المواد الخام مؤكدا بأن السودان له إمكانيات كبيرة لتطوير صناعة الخشب المباشرة مثل أقلام الرصاص وقش المكيفات والكبريت وأخشاب الأرضيات والأيادي والمقابض وغيرها من الصناعات الصغيرة وكذلك الصناعات الكبيرة كصناعة الموبيليات والأبلكاش وقشرة الخشب.

وفي مجال صناعة الألواح المؤلفة تحدث د عبد العظيم عن صناعة الخشب المضغوط التقليدي وأخشاب الأسمنت والورق والكرتون معددا المزايا التي تمتاز بها الألواح الخشبية الأسمنتية كخفة الوزن ومقاومة الحشرات والحرائق وذلك بفعل وجود الأسمنت فيها كما أن من مزاياها ثبات أبعادها عند التعرض للماءلذا تستخدم في تجليد المباني من الخارج مشيرا إلي أن هنالك عدد من الأشجار السودانية التي أثبتت الأبحاث ملائمتها لصناعة الألواح الأسمنتية كالمسكيت والعشر والدمس السعودي والسنط والهجليج وغيرها.

وقدمت د.زينب عبد الرحيم عثمان ورقة بعنوان المواد اللاصقة المستخدمة في الصناعات الخشبية وضررها علي صحة الإنسان وإيجاد بدائل صديقة للبيئة مستعرضة تاريخ المواد اللاصقة التي بدأت عام 2000 قبل الميلاد في هولندا مثل الفينول واليوريا التي تحتوي علي مادة سامة داعية لأهمية استنباط مادة غير سامة وغير ضارة بالبيئة مثل مادة التانين المستخلصة من شجر السنط والعمل علي تصنيعها وتصديرها للعالم خاصة وأن معظم الأشجار السودانية تزخر بها في الوقت الذي تقل فيه في بلاد العالم بما فيها البلاد المتقدمة وأشارت د زينب في الورقة لمضار الأخشاب الصحية المتمثلة في انبعاث غاز الفورمالوهيد الذي يدخل كمكون أساسي في صناعة المواد اللاصقة وقد أثبتت أبحاث الوكالة العالمية لأبحاث السرطان أن الفورمالوهيد يسبب سرطان الجهاز التنفسي ، كما يسبب حساسية العين والأنف وتم إدراجه منذ العام 1991رسميا في قائمة المواد السامة .

وتناولت د. زينت خواص التانين السوداني المستخلص من السنط مشيرة إلي أن التجارب أثبتت أنه من أجود الأنواع التي عرفها العالم الشئ الذي يحقق علي استخدامه في الصناعة ، كما أنه له أهمية اقتصادية يمكن أن يسيطر السودان بانتاجه علي الأسواق الروسية التي يندر بها خاصة أنه يمتاز بقلة التكلفة وقد أثبتت التجربة بأن ليس لها أضرار بيئية أو صحية ودعت الورقة لأهمية توفر المادة الخام للتانين المتمثلة في أشجار السنط بجانب توفير الطاقة الكهربائية والماء ومدخلات الإنتاج.

واكد المشاركون في الورشة على أهمية رفع الوعي لتجار وموردي الأخشاب عن الأضرار الصحية التي قد تنجم من إستيراد الأخشاب المضغوطة غير المطابقة للمواصفات بجانب القيام بعمل مسوحات لأسواق الخشب والتأكد من مواصفات الأخشاب الموجودة وإشراك الجهات ذات الصلة في وضع المواصفات وإعادة تأهيل نظام الكاونتركرنت.

سونا