حين تتساءل عن سر ارتفاع أسعار العقارات في السودان وتحديدا هنا في الخرطوم فلن تجد إجابة مقنعة أو وافية، فمن يتصور أن أسعار العقارات في هذا البلد شاسع المساحة تزيد بكثير عن نظيرتها في دول أوروبية أخرى بغض النظر عن جودة العقارات في الحالتين، الزائر للخرطوم سيفاجأ بأن أسعار العقارات هنا تتراوح ما بين نصف مليون ومليوني دولار لبعض القطع السكنية أو الأراضي العقارية في بعض الأحيان، ما يجري في سوق العقارات العقارية السودانية عصي على الفهم ففي ظل أزمة اقتصادية وركود يعانيه اقتصاد هذا البلد ومع شح المعلومات عن كميات المعروض من السكن مقابل الطلب عليه ومع انحسار الاستثمار العقاري ترتفع الأسعار وبشدة في ظل مضاربة تبدو منفلتة زاد منها ربما تباين أسعار النقد الأجنبي ما بين السعر الرسمي في البنوك وسعر آخر في السوق السوداء كدست ثروة مفاجئة في أيدي المضاربين بالعملة، هذه إحدى المناطق السكنية الفقيرة في العاصمة السودانية ومع تدني دخل الفرد وارتفاع مستويات التضخم والمعيشة بات من الصعب على شرائح كثيرة من السودانيين الحصول على سكن ملائم والذي يأتي الإنفاق عليه تاليا مباشرة بعد الطعام والشراب في ميزانيات الناس، إذن كيف يتعامل الناس مع هذه الأسعار؟ وما مستقبلها من وجهة نظرهم؟ هذا ما جئنا إلى العاصمة السودانية الخرطوم لمناقشته في هذه الحلقة الجديدة من الاقتصاد والناس مشاهدينا أهلا بكم حيث نتابع.
مواطنة سودانية: الشعب السوداني بيعاني كثير في مشكلة السكن، معظم الناس عندها مشاكل في السكن وما بيتوفر ليها.
حسن العماس: تكلفة المواد قد تضاعفت تكلفة المباني.
قاسم حسن إبراهيم: البسطاء ما عندهم أي علاقة بالارتفاع.
موسى الأمين الزبير: الحل الأمثل هو مد الخدمات في كل مناطق الريف في كل الولايات.
يوسف عمر محمد: سوف تشهد المنطقة العربية طفرة عقارية هائلة جدا بعد سنة فدي فرصة عظيمة جدا لأهل السودان إن هم يبدأوا يعملوا أي حاجة في الطفور العقاري دي الوقت.
أحمد بشتو: حين يتوقف الإنتاج الحقيقي ويصاب الاقتصاد بالركود وتغيب رؤى الحل يتجه الناس إلى المضاربة في كل شيء وأي شيء خاصة قطاع العقارات وهذا بالضبط ما يحدث الآن في السودان وتابعونا.
تقول الإحصاءات إن الإنفاق السوداني على السكن يستهلك نحو 18% من دخله الشهري مقارنة 10% هي متوسط النسبة العالمية أما أسعار العقارات في السودان خلال أشهر ما بعد الانفصال فقد ارتفعت ما بين 80 و120% ربما تكون الحالة في الخرطوم العاصمة السودانية هي الأصعب وهي المدينة التي تستقبل نازحين من مختلف المناطق الداخلية الفقيرة تماما للتنمية مما ضاعف سكان العاصمة مرتين خلال 10 سنوات إلى 7 ملايين نسمة حاليا يقطنون حوالي 857 ألف منزل مما زادت أسعار العقارات، ارتفاع أسعار مواد البناء إضافة لاختلاف أسعار صرف الدولار الذي تستورد به بعض مستلزمات البناء ساهم أيضا في زيادة تكاليف السكن عموما الطلب على السكن في السودان سيزداد بالتأكيد وهذا مؤشر يؤكده أن 40% من سكان السودان هم من الشباب، الهجرة الغير شرعية أيضا للسودان زادت الضغط والطلب على السكن خاصة وأن 4 ملايين أثيوبي جاءوا إلى السودان بصورة غير شرعية وضغطوا على مقدراته ومنها السكن أسامة سيد أحمد في التقرير التالي يضعنا في صورة العقارات السودانية.
[ تقرير مسجل ]
أسامة سيد أحمد: لم يكن اقتناء منزل في الخرطوم أو شراء قطعة أرض سكنية أمرا عسيرا حيث كانت قيمة العقار أو الأرض في نطاق معقول، أما اليوم فيبدو الواقع مختلفا وشراء مسكن يعد ضربا من الخيال في ظل الارتفاع الحاد في أسعار العقارات والأراضي السكنية خلال العامين الماضيين إذ تتراوح أسعار أراضي البناء في الأحياء الراقية ما بين 1000 و1500 دولار للمتر المربع وقد تصل إلى 2000 دولار في بعض الأحيان وتتأرجح أسعار المنازل ما بين ربع مليون إلى 700 ألف دولار أو تزيد فكل بحسب موقعه، واقع أرجعه متخصصون إلى تحكم السماسرة في سوق العقارات وتأرجح أسعار مواد البناء المحلية والمستوردة.
[ شريط مسجل ]
مواطن سوداني: السماسرة يتحكموا في الأسعار ودي حاجة ظهرت ونلاحظها حتى في القطع الفاضية حتى المباني نفس المشكلة المباني بيتحكموا فيها السماسرة برضه عرض وطلب بالإضافة طبعا مشكلة المواد، المواد أسعارها غير ثابتة فيمكن إلها سعر بكره سعر يزيد يمكن بعد بكره ينقص يعني السعر غير مستقر.
أسامة سيد أحمد: رحلة البحث عن استئجار منزل أو شقة هنا مهمة ليست سهلة فلهيب الأسعار يقف دون الحاجة الملحة للسكن ما يستنزف الجزء الأكبر من الدخل الشهري وهذا الوضع لا يعبر عن واقع اقتصادي حقيقي وإنما عن ظاهرة فرضها تجار الأراضي والسماسرة حسب ما يرى كثيرون.
[ شريط مسجل ]
مواطن سوداني: أنا مؤجر بـ 1500 جنيه، شقة صغيرة يعني ما هي كبيرة لأنه المنطقة هي غالية لأنه فيها أجانب كثار يعني أغلبية العمارات اللي جنبنا كلها أجانب عشان كده سعر الإيجار غالي جدا، أما في المناطق الشعبية برضه الأجانب يعني زي الجريف والديم دي كلها طبعا استولى عليها الحرس.
أسامة سيد أحمد: أن يكون لك منزل أو شقة في مدينة أوروبية ربما يكون أيسر من شراء بيت في الخرطوم في ظل الارتفاع الذي وصف بأنه جنوني في أسعار العقارات وصل حدا لا يمكن مقارنته بواقع أغلب البلدان العربية ما يستدعي تدخلا عاجلا من الدولة لتلافي الآثار الاقتصادية الناجمة عن هذا الوضع. أسامة السيد أحمد، الجزيرة، الخرطوم.
http://aljazeera.net/programs/pages/246c3bd5-cd9a-470b-8e32-334766e42137
http://aljazeera.net/programs/pages/246c3bd5-cd9a-470b-8e32-334766e42137